عبد الجليل بوقرة: التأريخ لا ينتعش إلاّ في أجواء الديمقراطيات والحريات
اعتبر المؤرخ عبد الجليل بوقرة، خلال استضافته في برنامج "جاوب حمزة" ، الأحد 4 جوان 2023، أنّ التاريخ، خاصّة في الأنظمة الاستبدادية، مخيف، ومثال على ذلك، نابليون بونابرت الذي ألغى تدريس هذه المادة.
وشدّد بوقرة على أنّ التأريخ لا ينتعش إلاّ في أجواء الديمقراطيات والحريات.
وقال إنّ التاريخ الأكاديمي في البلاد التونسية لم يحظَ بالاهتمام، مشيرا إلى أنّنا نملك دراسات تاريخية مهمّة جدّا في المكتبة الجامعية.
"نحن نكتب التاريخ في التاريخ، يكون ذلك تحت تأثير العوامل التي نكتب فيها.. وهنا يأتي دور الجامعات، التي تُؤطّر المؤرّخ والباحث في التاريخ، وتميّزه على المؤرّخ الهاوي، فهي تكبح جماحه وتذكّره بأنّه التاريخ هو كتابة موضوعية ويجب أن يعتمد أساسا على الوثائق ويُدلّل كلّ الحقائق التي توصّل إليها، وحتّى في هذه الحالة يجب أن يُنسّب الأمور، ويُميّز بين ما يرغب به هو، وبين ما حصل فعلا في التاريخ..".
وأضاف: "أوّل من أطّرني في الجامعة كان الأستاذ علي محجوبي، الذي كبح جماحي، وجعلني اتخلّى عن عاطفتي وانتمائي الفكري والعقائدي..".
"وقد كانت علاقتي بالزعيم الحبيب بورقيبة هي علاقة معارضة، لأنّ بورقيبة بالنسبة لي كان الحكم الفردي، ولكن مع أستاذي اكتشفت الوجه الآخر للحبيب بورقيبة، وهو وجه رجل الدولة..".
وأشار إلى أنّ "تاريخ الفكر السياسي في تونس هو تاريخ تجاذب بين أربع أفكار، وهم الفكرة الوطنية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الأولى، ثمّ الفكرة المحافظة الإسلامية التي كانت موجودة، بداية القرن 20 مع الزواتنة، ثمّ حركة الاتّجاه الإسلامي التي أخذت المشعل في فترة السبعينات، أما الفكرة الثالثة فهي الفكرة القومية العربية التي ظهرت خلال الأربعينات والخمسينات، خاصّة بعد صعود عبد الناصر الحكم، ورابع فكرة وهي الأممية وهي الشيوعية المركزية التي ظهرت عام 20 في تونس".
كما اعتبر المتحدّث أنّ الستّنات من أكثر الفترات الزمنية التي ظُلمت في التأريخ لها، من جميع النواحي، سواء كان ذلك سياسيا أو حتّى بالنسبة للمهتمين بالتاريخ، موضّحا أنّ "تجربة التعاضد لا نعرف حقيقة ما حصل فيها، سواءً من جانب السلطة أو المعارضة".